{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصافون} في مواقفِ الطَّاعةِ ومواطن الخِدمة {وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون} المقدِّسون لله سبحانه عن كلِّ ما لا يليقُ بجنابِ كبريائِه، وتحليةُ كلامِهم بفُنونِ التَّأكيدِ لإبراز أن صدورَه عنهم بكمالِ الرَّغبةِ والنَّشاطِ هذا هو الذي تقتضيهِ جَزَالةُ التَّنزيلِ وقد ذُكر في تفسير الآياتِ الكريمةِ وإعرابِها وجوهٌ أُخرُ فتأمَّلْ والله المُوفِّق.{وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ} إنْ هي المخففةُ من الثقيلة، وضميرُ الشَّأنِ محذوفٌ، والَّلامُ هي الفارقةُ أي إنَّ الشَّأنَ كانتْ قُريشٌ تقولُ: {لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مّنَ الاولين} أي كتاباً من كُتب الأوَّلينَ من التَّوارةِ والإنجيلِ. {لَكُنَّا عِبَادَ الله المخلصين} أي لأخلصنا العبادةَ لله تعالى ولَما خالفنا كما خالفُوا وهذا كقولِهم: {لئنْ جاءهم نذيرٌ ليكونن أهدى من إِحْدَى الأممِ} والفاءُ في قولِه تعالى: {فَكَفَرُواْ بِهِ} فصيحةٌ كما في قولِه تعالى: {أَنِ اضرب بّعَصَاكَ البحر فانفلق} أي فجاءَهُم ذكرٌ وأيُّ ذكرٍ، سيِّدُ الأذكارِ وكتابٌ مُهيمنٌ على سائرِ الكُتبِ والأسفارِ فكفرُوا به {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي عاقبةَ كُفرِهم وغائلتَه.{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين} استئنافٌ مقَّررٌ للوعيدِ وتصديرُه بالقسمِ لغايةِ الاعتناءِ بتحقيقِ مضمونِه أي وبالله لقد سبقَ وعدُنا لهم بالنُّصرةِ والغَلَبةِ وهو قولُه تعالى: {إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون}.